السبت، 18 أبريل 2009

الســاتـر ..!!

ذات صباح ومنذ أشهر،استيقظت المدينة لتجد ساترًا دائريًا عظيمًا في وسط ساحتها الرئيسة ... ساترًا من البلاستيك المعتم اللامع كتلك السواتر التي تغطي مواقع البناء...

تساءل الناس فيما بينهم عما يمكن أن يخبئ ذلك الساتر... ظن بعضهم أنه بداية لمشروع مترو الأنفاق الذي ظل حبيس الدراسات لعشر سنين مرت... وقال آخرون أنه سيصبح المركز التجاري الأضخم في المدينة... بينما قال غيرهم أن الساتر لا يمكن أن يخفي إلا متنزهًا عامًا عالميًا بكل المقاييس فالمدينة قد اختنقت بالأسمنت والطوب والمتنزه سيصبح رئةً هامة وضرورية للمدينة...

حاول الكثيرون التسلل لاكتشاف ما وراء الساتر، لكن قوات الأمن كانت تتصدى بحسم لأي محاولة لهؤلاء المتسللين...

كان الساتر يزيد ارتفاعًا كل يوم... كما كان لونه يتغير كل فترة ... فتارةً يتلون بلونٍ بنيّ وتارة بلونٍ أزرق يميل للسواد... وأخرى تزينه بقعٌ حمراء وصفراء كألسنة اللهب.. ومع كل تغير يزداد حماس الجماهير وشغفها لمعرفة ما قد يحجبه هذا الساتر... ناهيك عن وسائل الإعلام التي ما عاد لها حديث إلا عن هذا الساتر الملون العظيم... كما أن التزام المسئولين الحكوميين الصمت تجاه قضية الساتر قد زاد الموضوع غموضًا...

واليوم حانت اللحظة الحاسمة ... أعلنت وسائل الإعلام عن إزالة الساتر وافتتاح المشروع اللغز الذي حيّر المدينة طوال هذه الفترة...

تجمعت الحشود في موقع الحدث وبدأ حفل الافتتاح ... كان افتتاحًا غير تقليدي ... فلا كلمة افتتاح ولا قص شريط ... مجرد شعلة يمسك بها عمدة المدينة أشار بها إلى جزء من الساتر يمتد إلى الأرض، ثم وبحركةٍ استعراضية رفعها وأنزلها لتمس هذا الجزء، فتسري النيران لتمتد حول الساتر بصورةٍ دائرية وشيئًا فشيئًا ترتفع ألسنة اللهب بصورة منتظمة لتأكل السائر وينبعث دخانٌ أسودٌ كثيف من البلاستيك المحترق فلا يستطيع أحد أن يحدد ما كان الساتر يخفيه..!! وبدأت قطعًا من البلاستيك الأسود تتطاير فوق الحشود ... وغطّت سحابةٌ سوداء ساحة المدينة فحجبت شعاع الشمس...

بدأت الجماهير المحتشدة في التدافع هربًا من الاختناق بفعل ذلك الدخان الأسود الذي حل محل الساتر المحترق تمامًا، وذلك المطر الأسود الذي بدأت زخاته تنصب فوق رؤوسهم... وبعد فترة لم يبق بالساحة الرئيسة أحد من الأحياء.. فقط بعض هؤلاء الذين داستهم الأقدام لحظة الهروب... وظهر ذلك المبنى الخرساني المرعب بلونه الرمادي الذي غطاه السواد وفوق مدخلة علّقت لافتةٌ كبيرة كتب عليها : "مقبرة المدينة الجديدة ... أكبر مقبرة في العالم"...

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

أصداء البسمة الأولى ...

تصفح مدونته ... زفر زفرةً تبعتها آهةٌ ... تمتم:"كلها حزينة ... كلها" ... أراد أن يكتب شيئًا مفرحًا ..

بدأ تدوينةً جديدة عنوانها "عليّ" وفي متنها رسم وتحتها كلمة "تمت" ...

التوقيع :" أبو عليّ".

الاثنين، 6 أبريل 2009

الغزالة الذئب

ذات مطر، سئمت الغزالة الصغيرة من ضعف أمها وقلة حيلتها، فقررت أن تصبح ذئبًا صغيرًا، ولكي تغير لون جلدها ألقت بنفسها في بئرٍ من الوحل...
وحينما أشرقت الشمس، كانت هناك ملقاةٌ وقد تجمّع حولها مجموعةٌ من الذئاب يفترسونها...

الأربعاء، 1 أبريل 2009

مفارقة

كتب كثيرًا عن الإنسان... لم يقرأه أحد ... وحين كتب عن "جزء" من الإنسان أصبح له جمهور لا يحصى...