الاثنين، 5 مايو 2008

طُمُوح

كانت حدوده السماء.. وارتقى درجات السحاب ليصل... كان له عشرون جناحًا ، نصفها من ذهب ونصفها من بللور ... ينعكس ضوء الشمس فوق الذهب وينكسر خلال الزجاج ليضيء بألوان وهالات غريبة حوله... تعلم كثيرًا .. حاول كثيرًا ... اجتهد وفشل ونجح كثيرًا... ووصل... إلى القمة بل إلى قمة القمم...

وهناك ... بعد فترةٍ اكتشف أن هذا المكان شديد الوحشة .. لا يوجد هناك غيره... كان فوق الجميع ... ينظر إليهم من بعيد... يراهم ولا يستطيع أن يكلمهم أو يتواصل معهم.. ثم، وبعد فترة أصبح يشعر بالاختناق وبدأ يزيد لديه هذا الشعور .. أصبح يكره هذه القمة التي تربع فوقها لفتراتٍ طويلة ... بدأ يصرخ ولا أحد يسمعه أو يجيب صرخاته... فقرر أن ينتحر ... خلع عنه أجنحته وألقى بنفسه من فوق السحاب... لا يعرف أين سيهوي.. آخر ما يذكُره قبل أن يغمض عينيه ويستسلم لأقداره أنه رأى لونًا كلون البحر... كان سعيدًأ أن نهايته ستكون في أعماق البحر... أغمض عينيه وظل يهوي ... بدأ يشعر بأنه يقترب من سطح البحر وقبل أن يرتطم جسده الهزيل بسطح الماء، فتح عينيه ليجد أمامه طبقًا من الفول المدمس، وكسرة خبز صغيرة. ومن حوله إخوته الصغار يتسامرون ويتصايحون ويمدون أيديهم إلى طبق الفول.. كل منهم يريد أن يأخذ نصيبه قبل أن يلتهمه الآخرون ... ووجد أمه تنظر إليه ولسان حالها يسأله:" لماذا لا تأكل؟ " .... نظر إليها نظرة حانية وابتسم ابتسامةً لم تفهمها.. ومد يده والتقط لقمة الخبز وبصعوبة استطاع أن يصل إلى آخر حبة فول بالطبق وهو يهز رأسه ويبتسم....

ليست هناك تعليقات: